جاء هذا الكتاب ليعرّف المسلم المعاصر وغير المسلم بحقيقة القرآن ولرد الشبهات عن حقيقة تنزيله وإيضاح إعجاز بيانه وجمال صياغته وللتفرقة بينه وبين الحديث كما استشهد على بيان القرآن وقوة حجته بسورة البقرة وترتيبها وما جاء فيها.
سُمّي القرآن قرآنًا كَوْنه مَتلوًّا بالألسنة، وكذلك سُمّي كتابًا كَوْنه مُدَوّنًا بالأقلام، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أنه من حقّه العناية بحفظه في الصدور والسطور جميعًا، ولما أراد العلماء تمييز القرآن عن بعض ما عداه مما قد يُشاركه الاسم ولو توهُّمًا، كالأحاديث القدسية وبعض الأحاديث النبوية فقالوا: "القرآن هو كلام الله تعالى، المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - المُتعبد بتلاوته "؛ فالتقيّد بكونه (المتعبد بتلاوته ) أخرج ما لم نؤمر بتلاوته كالأحاديث القُدسية، وهي المنزلة من عند الله بألفاظها.
ولما نزل هذا القرآن مُصدّقًا لما قبله من الكتب وجامعًا لما فيها وزائدًا عليها بما شاء الله زيادته، فقد قدّر الله أن يبقى حجة إلى قيام الساعة "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون ".
نقرأ في القرآن ذاته أنه ليس من كلام النبي، وإنما هو قول رسولٍ كريم هو جبريل عليه السلام، تلقاه من لدن حكيمٍ عليم، ثم نزّله بلسانٍ عربي مبين على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فَتَلقّنَه كما يتلقّن التلميذ عن أستاذه نصًّا من النصوص، ولم يكن له فيه عمل من بعد ذلك إلا: الوعي والحفظ، ثم الحكاية والتبليغ، ثم البيان والتفسير، ثم التطبيق والتنفيذ؛ فلقد أكّد القرآن هذا المعنى بألفاظٍ كثيرة فمرة يُعبر بالقراءة والإقراء ومرة يعبر بالتلاوة والترتيل: "لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه "، وكذلك السيرة المطهرة مليئةٌ بالأمثلة التي تَدُل على صدقه وأمانته في دعوى الوحي وأنه لم يكن ليأتي بشيء من القرآن من تلقاء نفسه ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة:
حادثة الإفك وما فعله المنافقون من افتراء بحق السيدة عائشة، ومضى شهرٌ كامل ولم يزد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن قال لها: " يا عائشة، أما أنه بلغني كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله "، فلم يكد يغادر مكانه بعد أن قال هذه الكلمات حتى نزل صدر سورة النور مُصدِرًا الحكم بشرفها وطهارتها، كذلك مخالفة القرآن لطبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعتابه الشديد له في بعض المسائل كمسألة الأسرى في غزوة بدر، وكذلك أيضًا توقّفه - صلى الله عليه وسلم - في فهم مغزى النص حتى يأتيه البيان.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان